عناصر من الجيش الروسي(أرشيف)
عناصر من الجيش الروسي(أرشيف)
الخميس 24 سبتمبر 2015 / 21:20

تقرير: الجنود الروس يرفضون إرسالهم للقتال في سوريا

24 - إعداد: ميسون جحا

قال محامي جنود روس رفضوا إطاعة أوامر عسكرية بالتوجه إلى سوريا للمشاركة في القتال هناك، لموقع "ديلي بيست" الإخباري، بأن موكليه قد يواجهون تهمة الخيانة، وقد يحكم عليهم بالسجن لمدة تصل إلى عشرين عاماً.

وبدأت القضية عندما رفض مجموعة من الجنود الروس تنفيذ مهمة "سرية"، وفق ما ورد في وثائق تسلموها من قادتهم العسكريين. فقد دهش أولئك الجنود عندما علموا في اللحظة الأخيرة، وقبل انطلاق رحلتهم بالطائرة، أن وجهتهم الأخيرة ستكون في سوريا. ويتم حالياً التحقيق في تلك الفضيحة، بعدما تم تهديد الجنود بإنزال أقصى العقوبات بحقهم.

أمر واضح
وقالت رئيس لجنة أمهات الجنود فالنتينا ميلنيكوفا، وهي منظمة روسية تمثل عائلات القوات" كل ما طلبه الجنود هو تلقي أمر رسمي واضح، حتى يمكن تعويض أراملهم إن قتلوا في معارك خارجية. وللجنود الحق في المطالبة بالتوقيع على أوراق رسمية، وهو شيء يفعلونه دوماً قبل المغادرة، وإلا فإن أسرهم لن تتلقى ولو روبل واحد".

ولكن، وفقاً للمحامي، وبدلاً من تسلمهم عقوداً رسمية، أمرت قيادة الجيش الروسي بتحويل الجنود للتحقيق. وكانت السلطات الروسية أكدت، في وقت سابق، بأنها أرسلت أسلحة ومستشارين عسكريين إلى الحكومة السورية، كما هو عهدها منذ سنوات، ولكنها نفت نشر جنود روس للمشاركة في القتال الجاري هناك.

وحدة مرتجلة
ولفتت "ديلي بيست" إلى ما جرى خلال الشهر الماضي، حيث تم تجميع ٢٠ جندياً جاؤوا من عدة مناطق روسية داخل وحدة مرتجلة، ومن ثم أرسلوا إلى نوفوروسيك، ميناء عسكري يقع في جنوب غرب روسيا. ولو كان الوضع طبيعياً، فإن تسليحهم قد يتطلب أسابيع، ولكن في هذه المرة تم تسليحهم بسرعة ببنادق آلية. وكل ما علمه الجنود أن وجهتم الأخيرة ستكون في بلد ذي طقس أشد حرارة من روسيا، وفيه ثعابين، وأنه عند وصولهم لن يسمح لهم بمغادرة القاعدة. وقد استقصت مجلة غازيتا رو الروسية الإلكترونية عن قصتهم. وقد تبين أن الجنود، وهم في طريقهم إلى نوفوروسيك، كانوا ما زالوا يعتقدون بأنهم سوف يُنشرون في شرقي أوكرانيا، حيث يشارك الجيش الروسي في الصراع هناك، وإن بشكل غير رسمي.

اكتشاف الحقيقة
ويشير الموقع، إلى أنه في يوم ١٦سبتمبر( أيلول) اكتشف الجنود، من خلال ما قاله ضابط في القيادة الروسية، تفاصيل عن مهمتهم السرية. فقد كانوا في طريقهم للإبحار باتجاه ميناء اللاذقية السوري. وقال أحد الجنود لغازيتا: "ظننا أننا سنرسل إلى دونباس، وتبين أننا متجهين نحو سوريا". ودونباس هي منطقة تقع في شرق أوكرانيا، حيث ينتشر جنود روس بشكل سري منذ أكثر من عام.

وكان موعد انطلاق الرحلة في اليوم التالي. ولكن معظم الجنود العشرين رفضوا السفر إلى سوريا، وقرروا إعادة أوراق مهامهم الرسمية إلى مكتب تحقيق عسكري محلي في نوفوروسيك. وقال أليكسي، أحد الجنود لجازيتا: " لا نريد التوجه إلى سوريا، ولا نريد أن نموت هناك". ثم أضاف" بدت تلك الرحلة غير عادية منذ بدايتها".

شكوى
وبحسب الصحيفة، تقدم الجنود بشكوى خطية إلى مجلس رئاسة المجتمع المدني، وإلى جماعات حقوق الإنسان، وقد تلقوا ردوداً من جميع الأنواع. فقد ذكرهم عضو المجلس سيرغي كريفينكو، بأن الوثيقة القانونية الوحيدة الهامة في الجيش تتجلى في الأمر الخطي. ولكن الجنود لم يستلموا أي أمر كتابي. ووفقاً للدستور الروسي، يحق لكل جندي المطالبة بمعرفة مكان خدمته. ولم يصدر أي تعليق عن مركز الخدمة الصحفية في المنطقة العسكرية الشرقية، بشأن مصير الجنود المتعاقدين، وتم نفي أي خطط لنشر أولئك الجنود في سوريا. وقال المحامي بافلوف" ساعدت الضجة التي رفعها الجنود في إعادتهم جميعاً إلى قواعدهم الأصلية في جبال الأورال. ولكن إن قررت السلطات محاكمة الجنود بتهمة الخيانة، فإنها مضطرة للكشف عن أسمائهم ونشر مزيد من التفاصيل عن كيفية إغفال القادة العسكريين ذكر موقع المهمة العسكرية".

موجة
وأضاف بافلوف "في أقل من ستة أشهر، اضطررت للدفاع عن أربعة جنود اتهموا بالخيانة العظمى. وهذه موجة حقيقية، ولم أمارس قط في حياتي المهنية مثل هذه المهمة".

وقد انضم بافلوف لتجمع كوماندا ـ ٢٩ للمحامين، والذي تشكل في العام الماضي، واتخذ مؤسسوه قراراً بمنحه رقم المادة ٢٩ من الدستور الروسي، والتي تقول" لكل شخص حق حرية التعبير والفكر".

وقال بافلوف لموقع "ديلي بيست"، بإنه يأمل بأن لا تمضي السلطات قدماً في مقاضاة الجنود. وقد ارتفع عدد الروس الذين يواجهون تهم الخيانة، منذ أن وقع الرئيس الروسي قانون العملاء الأجانب في عام ٢٠١٢. وقبل أيام، حكمت محكمة في موسكو على أحد موكلي بافلوف، جينادي كرافتسوف، وهو مهندس سابق في الاستخبارات الإذاعية، بالسجن لمدة ١٤ عاماً. وقد تبدو جريمة كرافتسوف أقل أهمية مما فعله الجنود في نوفوروسيك، فقد أرسل سيرته المهنية إلى شركة سويدية في إطار بحثه عن وظيفة.